تعد سلسلة محركات فورد "ويندسور" الصغيرة V8 واحدة من أشهر المحركات في تاريخ السيارات، حيث امتدت لأكثر من 40 عامًا تحت غطاء العديد من النماذج الشهيرة مثل موستانج، وميركوري كوغار، وحتى GT40. ومع ذلك، بحلول التسعينيات، بدأت هذه المحركات تظهر علامات على تقدمها في العمر، مما دفع فورد إلى تطوير منصة جديدة كليًا للمحركات تحت اسم "المحرك المعياري" (Modular Engine).
ما هو المحرك المعياري من فورد؟
سميت سلسلة المحركات المعيارية بهذا الاسم نسبة إلى طريقة التصنيع الفريدة التي استخدمتها فورد، حيث أتاحت الأدوات المبسطة إمكانية تصنيع عدة محركات بمختلف السعات والأنواع (V8 وV10) على نفس خط الإنتاج دون الحاجة إلى إعادة تشكيل كبيرة. أول ظهور لهذه المحركات كان في عام 1991 بمحرك سعة 4.6 لتر في سيارة لينكولن تاون كار، وتميز هذا المحرك بتصميم عمود كامات علوي وحيد بدلاً من التصميم السابق لـ"ويندسور" الذي اعتمد على نظام الدفع التقليدي.
الاختلافات بين محركي فورد 4.6 لتر 2V و3V
1. التصميم الداخلي للرأس
أهم الفروقات بين المحركين تكمن في تصميم رؤوس الأسطوانات. المحرك ذو الصمامين (2V) يعتمد على تصميم بسيط مع صمامين للأسطوانة (واحد للإدخال وآخر للعادم)، بينما يستخدم المحرك ذو الثلاثة صمامات (3V) تصميمًا معقدًا يحتوي على صمامين للإدخال وصمام عادم كبير. هذا التغيير أتاح تدفقًا أفضل داخل غرفة الاحتراق وزيادة نسبة الانضغاط من 9.0:1 في محرك 2V إلى 9.4:1 في محرك 3V، مما يحسن من كفاءة الأداء.
2. نظام التحكم في توقيت الصمامات
يمتاز محرك 3V بنظام توقيت متغير للصمامات (VCT)، حيث يتحكم هذا النظام إلكترونيًا في توقيت الكامات من خلال ضغط الزيت، مما يسمح بتحسين الأداء في السرعات المنخفضة والعالية وزيادة كفاءة استهلاك الوقود. بالمقارنة، يفتقر محرك 2V لهذا النظام مما يجعله أقل كفاءة في الأداء.
3. الاحتراق المركزي للشرارة
ميزة أخرى لمحرك 3V هي موقع شمعات الاحتراق المركزي، الذي يساهم في احتراق أكثر توازنًا وفعالية للخليط الداخل للأسطوانة. يوفر هذا التحسين توزيعًا أفضل للطاقة وزيادة في الكفاءة العامة للمحرك مقارنة بمحرك 2V.
4. نظام الخانق الإلكتروني
تم تجهيز محرك 3V بنظام خانق إلكتروني يعمل بالكهرباء بدلاً من الكابل التقليدي الموجود في محرك 2V. هذا النظام يوفر استجابة أسرع وأكثر دقة، مما ينعكس إيجابًا على تجربة القيادة.
الأداء والقوة بين المحركين
فيما يخص الأداء، يتفوق محرك 3V بوضوح على محرك 2V في جميع الجوانب. بفضل التصميم المحسن لرأس الأسطوانة ونظام توقيت الصمامات المتغير، يمكن لمحرك 3V تحقيق قوة تصل إلى 300 حصان في موستانج GT لعام 2009، مقارنة بـ 260 حصانًا كحد أقصى لمحرك 2V في موستانج GT لعام 2004.
الأداء مع التعديلات
حتى عند إدخال التعديلات على المحركين، يظل محرك 3V هو الخيار الأفضل بفضل رؤوس الأسطوانات الأقل تقييدًا، مما يتيح له إنتاج قوة أعلى بسهولة أكبر مقارنة بمحرك 2V. كما أن توفر كلا المحركين بكميات كبيرة يجعل كلفة الحصول على أي منهما متقاربة نسبيًا.
خاتمة
على الرغم من أن كلا المحركين يتمتعان بتاريخ طويل من الاعتمادية والأداء، فإن محرك 3V يتفوق في جميع المقاييس بفضل تصميمه الأكثر تطورًا وقدرته على تقديم أداء محسّن في الظروف المختلفة. سواء كنت تبحث عن قوة إضافية أو كفاءة في استهلاك الوقود، فإن محرك 3V يقدم حلاً شاملاً يتفوق على نظيره 2V.
بهذا العرض الشامل، نأمل أن نكون قد وفرنا رؤية واضحة للمقارنة بين المحركين، مما يساعدك على اتخاذ قرار مستنير بشأن الاختيار الأمثل لاحتياجاتك.